لا تطلبوا
فلا تطلبوا أنتم ما تأكلون وما تشربون ولا تقلقوا .. فأبوكم يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه ( لو 12: 29 ، 30)
لقد اعتاد الرب يسوع أن يشجعنا كثيرًا في أقواله المباركة على أن نطلب، مثل قوله: «اسألوا تُعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يُفتح لكم» ( لو 9: 11 )، وقوله: «كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم. إلى الآن لم تطلبوا شيئًا باسمي. اطلبوا تأخذوا، ليكون فرحكم كاملاً» ( يو 16: 23 ، 24). لكن في لوقا12: 29 نجد المسيح يشجعنا على عدم الطلب، فيقول: «فلا تطلبوا أنتم ما تأكلون وما تشربون»؛ فالله أبونا مسؤول تمامًا عن تدبير مثل هذه الأمور، المتعلقة بإعواز الطريق، ولا يصح بأي حال من الأحوال أن نصلي من جهة هذه الأشياء، بل ينبغي أن نطلب أولاً ملكوت الله وبره، وهذه كلها تُزاد لنا.
وهذا الالتزام من جهة الله أبينا ـ من جهة المأكل والمشرب الخاص بقديسيه ـ لا يتوقف على حالة المؤمن، إذ إنه تبارك اسمه متكفل بهذه الأمور بغض النظر عن قوة المؤمن أو ضعفه. وأوضح مثال على ذلك هو إعالة الرب لخادمه إيليا التشبي: ففي وقت قوته عَاله الرب تارةً عند نهر كريث بالخبز واللحم الذي كانت تأتي به الغربان صباحًا ومساءً، وتارةً أخرى في صرفة صيدا عَاله بملء كف الدقيق الذي كان في الكوار، والقليل من الزيت الذي كان في كوز أرملة صرفة صيدا (1مل17). أما في وقت ضعفه، عندما نام تحت الرتمة ـ يوم أن طلب الموت لنفسه ـ فأيقظه الملاك مرتين، وفي كل مرة كان يقول له: «قُم وكُل»، فوجد «كعكة رَضف وكوز ماء عند رأسهِ، فأكل وشرب» ( 1مل 19: 5 -
. ومع أن إيليا صلى صلوات عديدة ـ خمس صلوات سجلها له الكتاب المقدس ـ لأسباب مختلفة، إلا أنه لم يصلِ ولا مرة واحدة من جهة المأكل والملبس، إذ وثق أن الله فيه كل الكفاية من جهة إعالته.
عزيزي القارئ .. أدعوك أن تتحول عن إعوازك واحتياجاتك إلى الله القدير السخي، الذي يعطي حسب جود قلبه.
منذُ الوجودِ قد رعى ولَم يَزلْ يرعى
عينُه مستـقــرةٌ علينا بالرضى
ويعلمُ احتياجنا من قبل أن نسألْ