هل رأيت يسوع ؟

إن رؤية يسوع حدث من أخطر الأحداث التي يمكن أن يواجهها أي إنسان. ورغم خطورتها فإن تأثيرها يختلف اختلافاً كبيراً في حياة كل من يراه.

كان موسى أول من اقترب من الله على جبل سيناء. لم ير وجهه لكنه كان قريباً منه قرباً مكنه من الاستماع الواضح لوصاياه، ولما نزل من الجبل كان جلد وجه يلمع كلمعان الشمس. وكل الذين نظروا إليه استناروا، ووجوههم لم تخجل.
إن التأثير الأول لرؤية يسوع هو الإستنارة. وكما يكشف الضوء الشديد كل الأقذار والعيوب، فقد يرى الإنسان الخاطئ عند رؤية يسوع فداحة خطاياه وبشاعة آثامه. رآه اشعياء النبي فقال: "ويل لي إني هلكت لإني إنسان نجس الشفتين، وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين، لأن عينيّ قد رأتا الملك رب الجنود".

ولقد رآه بطرس، وكان قد عاش مع اكثر من ثلاث سنين وأحبه، وكان وشيكاً أن يموت من أجله، لكنه أنكره ثلاث مرات، ولما صاح الديك تذكر كلام يسوع فخرج إلى خارج وبكى بكاءاً مراً.


ورآه شاول وهو في طريقه إلى دمشق ليسوق المؤمنين إلى المحاكمة، فبهره النور، فكان وهو مفتوح العينين لا يبصر أحداً لمدة ثلاثة أيام، ثم تغيرت حياته تغيراً كاملاً أصبح شاول بعده بولس الرسول العظيم الذي قال: "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ".

ورآه يوحنا ممجداً في السماء فكتب يقول: "فلما رأيته سقطت عند رجليه كميت، فوضع يده اليمنى علىّ قائلاً لي: لا تخف. أنا هو الأول والأخر. والحي، وكنت ميتاً وها أنا حي إلى أبد الآبدين".
هل رأيت يسوع؟ هل رأيت جروحه؟ هل أدركت أنه من أجلك قبل موت الصليب! هل رأيته يفتح ذراعيه ليقبلك الآن رغم كل خطاياك وإنكارك! هل سمعته يقول: "تعالوا إلىّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم"؟

هل رأيت يسوع؟