سنودس 2011 .. إنتصار الكنيسة وهزيمة الأفراد

سنودس 2011 .. إنتصار الكنيسة وهزيمة الأفراد
القس نادي لبيب




تعرض السنودس هذا العام لكثير من النقد واللوم واستعراض الأخطاء، وتتعجب أن من ينتقدون السنودس هم أول من تكلموا وناقشوا وساهموا فيما حدث فيه.

وأنا رأيت السنودس بعين مختلفة،عين إيجابية، رأيت سنودساً متميزاً في الفكر والفعل والنتائج،حتي ولو كان فيه بعض من الفوضي والتجريح وتصفية الحسابات الشخصية ومخزون من الأمور التي لا تتعلق بالكنيسة بل تعلقت بالأفراد. وأنا أوجز تفاؤلي وأملي فيما رأيت في برلمان هذا العام في النقاط التالية:

1- تبديل المقاعد :

لأول مرة منذ زمن طويل ترى أن الكراسي الموسيقية تخرج عن المألوف بوجوه جديدة تظهر وتلمع وتناقش وتحاور وبموضوعية شديدة يدفعها لذلك الغيرة علي الكنيسة وحب الخدمة، ولم لا؟ فهم من يخدمون الكنيسة في نجوع وقري ومحافظات مصر وهم من يبدأون العمل الجديد ويزرعون الكنائس ويحفرون الصخر وحدهم دون مساندة من أحد، جاء الوقت لهم ليعبروا عن حبهم العملي للكنيسة بحماس وغيرة ومناقشة وتحليل وموضوعية وقرار.

رأيت هؤلاء يتقدمون ناحية المنصة ويعلنون غيرتهم المقدسة علي كنيسة المسيح ليس لهم مصلحة شخصية ولا يعتلون منصباً سنودسياً ولا مجمعياً ولا يمتلكون مدارس ولا هيئة ولا يكتبون خطابات طويلة عن أمور تظهر وتختفي حسب المصلحة الشخصية،

2- مفاجأة الكرازة

كان من الغريب والمحزن أن يتبني الأغلبية في هذا العام موضوعات كان من المفروض أن تكون شغل الكنيسة الشاغل وأول هذه الموضوعات هي الكرازة.

فهل كان السنودس في حاجة الي ثورة ليدرك أن الكرازة هي العمود الفقري للكنيسة وهي محور رسالتها؟

هل يحتاج السنودس الي ورقة مقدمة من 150 شخص ليسرع وينقذ الأراضي المخصصة للكنائس من أن تعود للجهة المانحة لها؟

لقد تعودنا منذ دخولنا الخدمة وعند مناقشة ما يسمي الكرازة أو الأخبار الخاصة بالخدمة أن نقول (علم)

وعند الحديث عن الحسابات والأموال والمناصب نضيع يومين من وقت السنودس في أمور شخصية علي حساب الخدمة وعمل الله.

3- الديموقراطية المبنية علي الإختلاف

قدم أصحاب نظرية المعارضة نقدا كبيرا لمن وقعوا علي بنود البيان الأخير لسنودس التحرير مع أنهم وقعوا علي هذه الورقة قائلين لهم انكم تحاربون الشللية وأنتم من وقعتم في هذا الفخ وعملتم شلة جديدة في السنودس واتهمتموهم بأن الديموقراطية الموجودة مصطنعة ومزيفة وتعتمد علي المظهر وليس الجوهر، وفاتكم أن الديموقراطية تقوم علي التعددية واحترام الآخر وقبول من يختلف معي في الفكر والمبدأ والسن والشكل أيضا .

لذلك أقول أن برلمان 2011 هو برلمان الديموقراطية لأنه استوعب الثورة وقبل الإختلاف ورحب بالجدد واحترم الحماس لذلك فهو انتصار للخدمة والكنيسة وهزيمة للأفراد والمصالح الشخصية.

وأخيرا هناك إعتذار وإعتراف :

الإعتذار :

أنا أعتذر عن نفسي وعمن يقبلون أن أتحدث بلسانهم عن طريقة التعبير عما نريد وكيف تطرف بنا الحماس بعض الشي ليميل ناحية الفوضي وسامحونا لأن خبرتنا السنودوسية ضعيفة وما حدث منا هو حماس صادق لا يهدف الا لخير الكنيسة المشيخية في مصر.

الإعتراف:

نعترف أننا غير مدربين ولا كنا مؤهلين للتعبير عما نريد ونحتاج الي التدريب علي ما يسمي بالادارة الكنسية التي درسها وعلمها رجل الادارة الرائع الدكتور القس صمؤيل حبيب.

لكننا نحتاج الي ما يسمي بالصدق مع النفس ومع الآخر، ونقدم الإعتذار والتوبة الحقيقية أمام الله مؤكدين أن مشاعرنا صادقة وكلماتنا أيضا صادقة. إن من اعترض علي بعض المطالب في ورقة ال 150 علي أنها مطالب فئوية هو صاحب فكرة هذا المطلب وهو أول من وقع علي البيان لما رأى فيه من مطلب شخصي فئوي، ومن حاول أن يضع وقيعة بين الكبار والصغار بفكرة سن ال 65 هو من عدل البند من 70 الي 65 عند صياغة الورقة، وهو أول من إعترض علي هذا البند عندما ناقشه السنودس.

وأقول أخيراً أن هناك انحناءة تقدير واحترام لآبائنا الأجلاء الذين خدموا الكنيسة وبذلوا أنفسهم لخدمة السيد وأقول لهم سامحونا إن كان تعبيرنا عما أردنا جانبه الصواب فلم نقصد أبدا أن ننحيكم بل قصدنا راحتكم وإعطاء الفرصة لأبنائكم أن يعملوا كما فعل معكم من سبقوكم.