بين سنودس وسنودس

بين سنودس وسنودس
القس الفريد فائق صموئيل





حضرت دورة سنودس النيل الإنجيلي رقم 121 بكنيستنا الإنجيلية بقصر الدوبارة في شهر مايو 2011م. وحضرتها منذ أول ساعة إلي آخر ساعة فيها.

وبعدها بيوم استلمت مجلة Lux Mundi ربع السنوية والتي تصدر عن الكنائس المصلحة في هولندا وقرأت فيها مقالا بعنوان «سنودس نشيط ومبارك» وذلك في العدد الأول لعام 2011م. والمجلة مترجمة من الهولندية للإنجليزية.

وتحدث دي.كوانت كاتب المقال عن سنودس بلاده في مجال الكرازة والارسالية والوحدة والتنمية والعلاقة مع الكنائس الأخرى وعن المراجعات والمتابعات لقرارات سنودسية سابقة. وقال في الملخص الختامي أن أهم مهمة روحية للسنودس هي إمداد الكنائس المحلية بالقيادات اللازمة التي ينبغي أن تقف مستعدة لخدمتها. ونبّه الكاتب على أهمية هذا الموضوع الذي هو بين يدّي الرب الذي يعطي روح الوحدة؛ والذي بين يدّيه أيضا نضع مجهوداتنا المتواضعة للمحاسبة. وهذا هو ما يقودنا للعودة إلي أهمية خدمة الصلاة.

وسألت نفسي بعد قراءتي لهذا المقال من ص 25 إلي ص 27 ـ ماذا سأكتب عن سنودس مصر لعام 2011م.؟

لقد قضينا ثلاثة أيام ـ تخيل معي ثلاثة أيام بكاملها ـ نناقش الخطاب الافتتاحي لرئيس السنودس السابق المكون من 40 صفحة. وهو خطاب ماضوي وشخصاني ـ أي يتحدث عن الماضي وعن مؤسسات وأشخاص. ورأيّي أنه ما كان ينبغي أن نُضيع هذا الوقت الثمين الذي كان ينبغي أن نخصصه لدراسة واقع الكنيسة الحالي والذي ننطلق منه لمستقبل أفضل في الكرازة والانتشار والتعليم اللاهوتي والمشروعات الجادة والتنمية والخدمات بأنواعها والعلاقة مع الكنائس الأخرى والعلاقة مع المجتمع الذي تجرى فيه تغييرات جذرية بعد ثورة 25 يناير وغيرذلك من موضوعات حيوية. وكان يمكن ـ توفيرا لوقتنا؛ ونظرا لطبيعة الموضوعات المثارة ـ أن تحوّل معظم نقاط الخطاب إلي المجالس واللجان المتخصصة والتي نثق فيها. وكل شيء يخضع للمساءلة والمحاسبة لأننا جميعنا ينبغي نخدم في شفافية.

كان ينبغي علينا أن ندرس ماقامت به اللجان والمجالس طوال العام الماضي للتشجيع والصلاة والتنبية لإعطاء دفعه لما نقوم به ونصرف عليه؛ وإلا ما هو الداعي لكل هذه المصروفات؛ألم يكن في مقدورنا أن نصرفها في ما هو أهم من اجتماعات تُعقد وتدرس وتقترح وتقرر ثم تُفض بدون أن يدرسها السنودس. والأهم من الاجتماعات ومصروفاتها هو الصرف على بناء كنائس ومشروعات وبرامج جديدة تمس الخدام والعاملين في مجال الخدمة بكافة أنواعها وغير ذلك حسب الاولويات التي ينبغي أن نتفق عليها في السنودس.

وكان شيئا رائعا في صباح الخميس؛ أثناء جلسات السنودس ـ حيث انعقدت الندوة والتي قادها الدكتور القس إكرام لمعي وشارك فيها الدكتورة سالي من اللجنة التنفيذية لائتلاف ثورة 25 يناير والشيخ الدكتور إيهاب الخراط. وأستغل هذه الفقرة لأدعو القراء جميعا إلي دراسة الأحزاب والانضمام إلي أحدها بحسب اختياركم. وإن سألتني عن رأيّي سأقول لك اختر الحزب العلماني الليبرالي الحر والذي يحتوى على كل أطياف الشعب وينادي بالمساواة والعدالة الاجتماعية والمواطنة والحرية والديموقراطية والدولة المدنية ـ حقيقةَ وليست كشعارات وتغطيات سطحية ـ أرجوكم انضموا إلي أي حزب تختارونه.

سألت نفسي ـ مرة أخرى: ماذا فعلنا كسنودس تجاه الكرازة والارسالية؟ شكرت الرب حيث تكوّن مجلس للكرازة والعمل المرسلي ـ والفضل يرجع لورقة التغيير التي وزعها شباب السنودس ووقّع عليها 151 عضو في السنودس ـ وكنت أحد الموقعين.

وحيث أننا بجوار ميدان التحرير وكان الاجتماع في كنيسة التحرير ـ كان البعض قد سمى هذا السنودس بسنودس التحرير ـ حيث تمت المناقشة بروح ثورية ـ ما كان ينبغي لها أن تتمادى لتجرح ولتُغضب آباءنا الأفاضل الذين خدموا وضحوا وأفنوا أعمارهم وصحتهم لأجل الخدمة ولهم منى كل تقدير وإكرام واحترام؛ حيث أننا لا يمكن أن نستغني عن الخبرة والمعلومات الموجودة لديهم.

كان من الممكن أن تخرج القرارات بدون هذا المخاض والولادة العسرة التي كانت على حساب الأعصاب والوقت. ونصلي أن يبارك الرب اجتماع السنودس القادم في نوفمبر ليكون أكثر اهتماما بمواضيع الساعة والمستقبل؛ ويتحلى بروح النقاش والحوار الراقي.