سنودس التحرير 2011

سنودس التحرير 2011
القس سمير صداق




لم نكن نحلم يوما بأن نصل إلى ما وصل إليه شباب 25 يناير، لقد أصبح هذا اليوم عيدا حقيقيا لكل مصري أصيل يحب مصر ويتغنى بكلمات رامي عندما قال: مصر التي في خاطري وفي فمي أحبها من كل روحي ودمي لقد حكم بلادنا عائلة كبيرة وعنيدة وفاسدة ومخربه أسميتها عائلة الطغيان، هذه العائلة تتكون من سبعة أفراد هم بحسب الترتيب: 1- الطغيان 2- الاستبداد 3 – الدكتاتورية 4- الشمولية 5 – السلطة 6 – الأوتوقراطية 7 – المستبد العادل.

هذه هي العائلة التي أفسدت بلادنا وتفسد أي مكان توجد فيه وعلينا أن نقاومها أينما وجدت وبشتي الطرق والوسائل الشرعية الممكنة، ولكل فرد من أفراد هذه العائلة التي لوثت مصر حتى طهرها شباب 25 يناير قصة فدعني أفكر معك في هذه العائلة وما وصلنا إليه بسببها، كتب عالم الاجتماع جون لوك عن هذه العائلة يقول

(يبدأ الطغيان عندما تنتهي سلطة القانون، كما قال: أن الشرطي الذي يتجاوز حدود سلطاته يتحول إلى لص أو قاطع طريق كذلك من يتجاوز حدود السلطة المشروعة سواء كان موظفا رفيعا أو وضيعا وكلما عظمت مكانته عظم الجرم الذي يرتكبه)، في يوم 12 فبراير أعلن عمر سليمان قرار تنحي الرئيس السابق مبارك عن الحكم وتسليم إدارة شئون البلد إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة وهتف ثوار التحرير بكلمة هزت أرجاء مصر والعالم (حرية – حرية) هذه الكلمة في شكلها رائعة وفي مضمونها غالية جدا، وظننا عندما استمعنا إلى هذه الكلمة أن الحرية هلت علينا وسوف ننعم بها حتى كشفت لنا الأحداث أن طاغية سقط بنظامه فقام بدلا منه 85 مليون طاغية بأنظمة وقوانين ودساتير مختلفة،

بهذه المقدمة يسعدني أن أشارك معك عزيزي القارئ بتحليل شخصي عما حدث في سنودس التحرير2011

تضامنا من السنودس مع ثورة التحرير قرر أن يعقد جلساته هذا العام في كنيسة الميدان، وعنوان مقالي (سنودس التحرير 2011) لا اقصد به أن هذا الانعقاد حررنا من قيود معينه ولكن لمجرد انعقاده في ميدان التحرير فربما لم يحررنا سنودس التحرير من بعض القيود بل زاد علي قيودنا قيودا، وأرجو أن تعذرني عزيزي القارئ ان نسيت أو أخطأت فأنا اكتب ما يجيش بداخلي كابن من أبناء الكنيسة الغالية التي أحبتني وكونت شخصيتي ولها الفضل في كل خير أنا فيه والي الأبد اشعر بأنني مدين لها ولن أستطيع أن أفيها حقها علي، كنيستي ستظل عروساً طاهرة نقيه كاملة ليسوع المسيح، ستظل كجيش بألويه، لن يصيبها العقم بل كانت علي مر العصور وما زالت وستظل أماً ولوداً، لن يقترب منها الفساد ولو اتسخت ملابسها البيضاء أحيانا، لكنها هي صاحبة القلب النقي الجميل، بها أطفال يملأون قلبي بالأمل في غد مشرق، وبها شباب يؤكدون لي أنها قوية قادرة علي عمل المستحيل، وبها شيوخ أشعر بالأمان وهم يقفون بجانبي معلمين ومشجعين ومشاركين بحكمتهم في قيادتها لتخطي كل الأزمات والوصول إلى بر الأمان. أما عن سنودس التحرير 2011 (فحدث ولا حرج)

أولاً: ظاهرة ممقوتة وقنبلة موقوتة

إن كلمة ظاهرة تعني أن هناك أمراً تكرر عدة مرات ولوحظ من أكثر من شخص، وهذا ما دفعني أن أطلق علي ما حدث في سنودس 2011 كلمة (ظاهرة) وقصدت أن انعت هذه الظاهرة بكلمة (ممقوته – مكروهة – مرفوضة) لأنها كذلك لأنها لا تليق ولا تتوافق مع قيم ومبادئ نعلمها كخدام للرب كنا قسوساً أو شيوخاً من فوق المنابر وفي حلقات درس الكتاب، وهذه الظاهرة مثل كل الظواهر السلبية لها نتائج سلبية قاتله،هذه الظاهرة التي رصدتها عن قرب في سنودس التحرير 2011 أري أنها ليست مجرد ظاهرة ممقوتة لكنها - واجزم بذلك – قنبلة موقوتة، وهذه القنبلة لو لم نسارع في إبطال مفعولها سوف تنفجر وأول من يصاب من انفجارها هم مفجروها، لعلك تحيرت وتتساءل بشغف ما هي هذه الظاهرة الممقوتة التي تعتبر قنبلة موقوتة؟

إنها انقسام السنودس الي كبار وشباب، وأزمة أصحاب ال 65 عام، إنني أراها أزمة لابد من التعامل معها بحكمة وهدوء ومحبة مسيحية وعقل، ودعني أوضح حقيقة هامة لكل أبائي أعضاء سنودس التحرير 2011 وأيضاً زملائي الشباب – إن هناك فارقاً شاسعاً بين لفظي (الكبر) و(العجز) فالكبر هو التقدم في العمر وهو أمر طبيعي علينا جميعنا لا يمكن أن يظل أي إنسان طوال حياته صغيرًا إلا إذا كان مصاباً بمرض خطير، فعندما دخل ابني المدرسة قلت له (أنت كبرت) وعندما انهي التعليم الإلزامي قلنا له نفس الكلمة وعندما تقدم أبي في الأيام حتى سن التسعين قال الأهل والأقرباء (لقد كبر) فالطفل كبير والشاب كبير والشيخ كبير وهذا أمر طبيعي، أما العجز فهو عدم القدرة علي أداء الرسالة – فيمكن أن أكون صغيرًا ولكنني عاجز عن العطاء وربما أكون كهلاً كبيراً ولدي قدرة فائقة علي العطاء

نداء غال أبائي أعضاء سنودس التحرير 2011 (يا شباب ما فوق الخمس والستين) انتم كبار – كبار جداً لكنكم بفضل الله غير عاجزين ومكانتكم في قلوبنا كانت وستظل، تعلمنا منكم الكثير وما زلنا وسنظل، وجودكم بجورانا للتعليم والإرشاد والنصح والقدوة والقيادة لا يمكن ان نستغني عنه، أدامكم الرب لنا (كبار لا عاجزين)

نداء إلى زملائي الشباب أعضاء سنودس التحرير 2011 ( يا شباب اليوم ) سيأتي يوم ونصبح فيه كباراً في السن فنادوا معي بصلاة وصوم ان نكون كباراً غير عاجزين.

ثانيا : ورقة الـــــ 151

الورقة التي رافقت السنودس في كل جلساته في التحرير ورغم قرار السنودس بعمل جلسة اليوم الأخير من الانعقاد بكنيستنا بالأزبكية أصرت تلك الورقة العجيبة أن ترافق سنودسنا إلى الأزبكية، وكأنها تصر علي عدم مفارقته، فبدأت ورقة الــ 151 في التحرير واستمرت في الأزبكية ولا نعلم لها نهايه، أن هذه الورقة تذكرني بما حدث بعد ثورة يناير وتحولت الثورة من ثورة للإصلاح إلى مجموعة من المطالبات الفئوية، ليس عيباً أن يطالب الخدام بحقوقهم المشروعة لكن العيب كل العيب ان ننسي عهد النذر، ولن اعلق اكثر من هذا، إلا أن هذه الورقة كشفت لي بعض الحقائق الهامة اذكر منها علي سبيل المثال وليس الحصر

1 – الكل يفهمون الدستور إلا أنا !!

فأثناء المناقشات في احدي الجلسات التي كنت مسؤولاً عن إدارتها حسب طلب رئيس السنودس مني كنائب له، رأيت الأيادي المرفوعة أضخم بكثير من الموضوع الذي نناقشة وأصوات الكل تدوي في قاعة كنيسة التحرير بعبارة من كثرة تكرارها كرهتها نفسي وهي عبارة (نقطة نظام) من كثرة كلام الأعضاء في النظام حولوا الجلسة إلى لا نظام، وهنا أناشد السنودس ان كل من يرفع يده طالبا الكلام في (العبارة التي كرهتها نفسي) ولا يتكلم في النظام علي السنودس ان يمنعه من الكلام طوال مناقشة الموضوع المطروح للمناقشة وإذا كرر العضو نفس العمل يحرم من المشاركة في المناقشة باقي الجلسة.

2 – عانينا هذا العام من عكس ما عانيناه بسنودس أسيوط وما قبله:

كتبت في سنودس أسيوط والذي أطلقت عليه سنودس خلط الأوراق 2010 أن الصمت من الأغلبية هو السمة البارزة في انعقاد السنودس وان المتكلمين يمكن عدهم علي أصابع اليد الواحدة وكنت اشعر بألم شديد لأجل صمت الأغلبية ولا سيما الشباب منهم، وتكلم الجميع في سنودس التحرير 2011 واكتشفت أن الصمت كان أفضل.

3 – المايسترو

في السنودس يوجد مايسترو يقود الاوركسترا بحنكة وحكمة ومقدرة غير عادية، لا يتكلم إلا عنما تكون كلماته في الصميم، ويصمت عندما يشعر انه لا فائدة من الكلام، ويعتذر عندما يشعر انه تكلم كثيراً أو في غير موعده، ويتابع بتركيز شديد، ولديه قدره هائلة علي احترام الأخر وتقدير المختلف عنه في الرأي، هذا المايسترو موجود بالفعل وليس شخصية وهمية لكنني احلم بأن يكون كل أعضاء سنودس النيل قادة اوركسترا يعملون في تناغم فيخرج من مشاركاتهم أجمل وارق وأروع سمفونية يسمعها الأجيال ويطربون لها.

4 - لماذا لا تفهمون كلامي

جاء في يوحنا 8 : 43 هذه الكلمات علي فم السيد المسيح لليهود قال «لماذا لا تفهمون كلامي – وأكمل قائلاً – لأنكم لا تقدرون أن تسمعوا صوتي، سنودس التحرير 2011 سيطر عليه اتجاه أن كل عضو لا يسمع إلا صوت نفسه وأصوات الآخرين بالنسبة له ضوضاء مكروههة ممقوته ( بدون تعليق )

أعزائي : التقي بكم علي صفحات العدد القادم حول:

ثالثًا: خطاب الرئيس السابق

رابعًا: مجرد قرارت

خامسًا: الهيئة الإنجيلية في دمي